من المعجزات
الإلهية في تكوين جسم المرأة: تكوين الرحم وتشبيهه في قدراته بالكمبيوتر، وعلاقته
بعدة المرأة. فعمل الرحم
يشبه عمل المعالج في الكمبيوتر في دورة تنفيذ تعليمة واحدة في مرحلة البحث(Fetch)
واحتوائه على ذاكرة. فقد
أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى هذا الإعجاز العلمي.
قال تعالى: "وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ
بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا
خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي
ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ
بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [البقرة، آية: 228].
وقال
تعالى: "والَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ
إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ
وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ
اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" [الطلاق، آية:4].
بدايةً،
سنتطرق بالحديث عن عدة المرأة، وأنها تختلف بناءً على وضع المرأة البيولوجي،
فللعدة حالات وهي:
1- عدة
المتوفي عنها زوجها:
أربعة
أشهر و10 أيام سواء دخل بها زوجها أم لم يدخل بها. قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ
أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا" [البقرة، آية: 234].
-
أما الحامل فعدتها إلى أن تضع حملها؛ لاستبراء الرحم بعد
الولادة. قال الله
تعالى: "وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن
يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ" [الطلاق، آية:
4]. عن المسور بن مخرمة أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليالٍ فجاءت النبي
صلى الله عليه وسلم تستأذنه أن تنكح فأذن لها.
2- عدة
المطلقة:
ولها
حالات وهي :
2.1-
قبل الدخول بها
فلا عدة عليها. قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ
طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ
عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا" [الأحزاب، آية: 49].
2.2-
بعد الدخول بها
لها ثلاث حالات:
أ-
إذا كانت من
ذوات الحيض فعدتها ثلاثة قروء أي ثلاثة
حيضات. قال الله تعالى: "وَالْمُطَلَّقَاتُ
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ" [البقرة، آية: 228].
ب-
أما إذا كانت امرأة
كبيرة يئست من الحيض أو فتاة صغيرة لا
تحيض فعدتها ثلاثة أشهر. قال الله تعالى: "وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ المَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إنِ
ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُر" [البقرة، آية: 234].
ج- إذا كانت
حامل : فعدتها إلى أن تضع حملها. قال الله تعالى: "وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ
حَمْلَهُنَّ" [الطلاق، آية: 4].
سنتطرق في الحديث عن تكوين ذاكرة
الكمبيوتر بشكل عام؛ لنظهر أوجه الشبه بين الرحم والذاكرة في الوظيفة وتذكر المعلومات
وعدم الخلط بينها.
إن رقاقة الذاكرة هي عبارة عن دائرة متكاملة مكونة من ملايين الترانزستورات والمكثفات، الترانزستور والمكثف يكوّنان معاً واحد من البيانات، والبت (bit) هو أصغر خلية في الذاكرة، وهو ما يخزن فيه قيمة Byte وحدة ذاكرة، و الـ 8 بت تشكل بايت لأي رمز أو رقم. المكثف يحتفظ بقيمة البت من المعلومات و يكون المحتوى إما 0 أو 1، أما الترانزستور فيعمل كمفتاح للتحكم فإما يقرأ حالة المكثف أو يقوم بتغييرها. المكثف يعمل كحافظة
للإلكترونات، فلحفظ قيمة 1 في خلية الذاكرة فيجب ملئ هذه الحافظة بالإلكترونات و لحفظ قيمة 0 يجب إفراغ هذه الحافظة من
الإلكترونات.
ذاكرة القراءة
فقط (READ-ONLY
MEMORY----> ROM):
هذا نوع من الذاكرة قابل للقراءة فقط ولا يمكن الكتابة عليها، والبيانات المخزنة عليها يتم تخزينها في مرحلة صنع وتكوين رقاقة الذاكرة، وهي لا توجد في أجهزة الحاسوب فقط، بل توجد أيضا في أغلب الأجهزة الإلكترونية.
فمن هنا يتضح
لنا وجه الشبه بين الكمبيوتر والرحم، فالرحم هو
ذاكرة دائمة، لكن إذا لم يتم تزويده بمعلومات خلال 3 أشهر متتالية -الحيوان المنوي
- يصبح ذاكرة يمكن الكتابة عليها وإعادة برمجتها. وأن ذاكرة الكمبيوتر يمكن أن
تكون محمية من الوصول الغير نظامي ومن الفيروسات، كذلك الرحم، فإن الزواج الشرعي
يحميه بإذن الله من الأمراض الخبيثة؛ لذلك حرم الله تعالى الزنا لما له من أضرار
وخيمة.
فالحِكمة الاجتماعية من العِدة هي:
براءة الرحم من
الحمل، حماية للمرأة والطفل من اختلاط الأنساب والشك، بها يحصل التثبت، وتمنع
الأمراض الناتجة عن عدم الالتزام بالفترة المحددة للعدة بإذن الله.
الحِكمة الطبية للعِدة:
1-
التأكد من خلو
الرحم من الحمل ويحصل بمرور ثلاثة قروء أو ثلاثة حيضات؛ لأنه قد يحدث نزيف في
الشهر الأول أو في الشهر الثاني، لأسباب مرضية أو أسباب أخرى.
2-
التأكد من
الحمل ويحصل في الشهر الثالث من حدوثه
ويصبح يقيني بعد مرور أربعة أشهر و10 أيام؛ لأنه ليس كل انقطاع في الطمث يدل على
الحمل، فمن الممكن أن ينقطع لأسباب أخرى.
وعلاقة العدة
برحم المرأة أن رحم المرأة يتركب من خلايا مناعية تبطن الغشاء المخاطي المبطن
للرحم، وأن لكل رجل سائل ذكري يختلف من رجل لآخر كاختلاف بصمات الأصابع، فلكل رجل
الشفرة الخاصة به، ورحم المرأة كالكمبيوتر يخزن شفرة الرجل الذي يعاشرها، فعند
دخول السائل الذكري للرحم يبدأ الرحم بالبحث للتعرف عليه حيث يحدث كما يحدث في
عملية البحثFetch) )
للبحث عن التعليمات في الكمبيوتر، فإذا دخل إلى الرحم سائل ذكري مختلف عن السائل
الذكري المخزن فيه يحدث في معلومات الخلايا المناعية في الرحم خلل واضطراب في
المعلومات والأمراض الخبيثة والسرطانات، مثل ما يحدث عند دخول فايروس على هارد
ديسك الكمبيوتر فيُحْدِث فيه خلل واضطراب ويبطئ ويدمر الهارد ديسك .
فهذه
حكمة الله تعالى في العدة، فإن المرأة تحتاج نفس مدة العدة التي
شرعها الاسلام حتى تنتهي وتُمحى شفرة الزوج الأول المسجلة في خلايا الرحم المناعية
قبل أن تتزوج من رجل آخر، وتصبح بعدها الخلايا قادرة على استقبال شفرة جديدة دون إصابتها بأذى. والسبب في اختلاف مدة العدة بين الأرامل
والمطلقات، أن الوضع البيولوجي والنفسي للمرأة المتوفى عنها زوجها أسوأ من المطلقة
فتكون حزينة على فقدان زوجها وتحتاج وقت أطول لنسيان شفرة الزوج فهي لا تستطيع
نسيان ذلك الزوج الذي عاش معها حياة السعادة والفرح؛ لأن من طبعها الغريزي الوفاء والإخلاص لذلك الرجل، وأن الخيانة طبع دخيل على المرأة.
وبذلك
فُسٍّرت الإجابة على التساؤل لماذا لا يباح التعدد للمرأة ويباح للرجل، أو بمعنى
آخر لماذا تتزوج المرأة رجلاً واحداً فقط والرجل أربعة؟
أجاب الدكتور زغلول النجار:
"هذه
الحقيقة تؤكد لكل ذي بصيرة بأن القرآن الكريم لا يمكنه أن يكون صناعة بشرية بل هو
كلام الخالق سبحانه وتعالى الذي أنزله بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله وحفظه بعهده
الذي قطعه على ذات العليا في نفس لغة وحيها اللغة العربية على مدى أربعة عشر قرناً
الماضية وتعهد بهذا الحفظ تعهداً مطلقاً حتى يبقى القرآن الكريم شاهداً على الخلق
أجمعين بأنه كلام رب العالمين وشاهداً للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة والرسالة.
وقد
يتطاول بعض المتطاولين في زمن الفتن الذي نعيشه بالقول إنه إذا كان السبب من العدة
هو تطهر الرحم من آثار الزواج السابق وهذا يمكن لنا إثباته من خلال المختبرات
بمنتهى السهولة فما الداعي أن تبقى المرأة ثلاثة أشهر قمرية تنتظر ثلاثة حيضات حتى
يباح لها الزواج مرة أخرى...؟
وفي
الحقيقة إن الإسلام عالج هذه القضية ليس فقط من منظور ديني وأخلاقي وإنساني بل
أيضاً من منظور علمي، فالعلم الآن يثبت لنا أن بطانة الرحم لا تسقط سقوطا كاملاً
بالحيض فقد يسقط منها جزء وهذه البطانة تتأثر بماء الرجل يتكون عندها مضادات حيوية
لأي جسم غريب حتى لا تطرد الجنين إذا تكون ولا تطرد ماء الرجل لأنه غريب عنها
والجنين نصفه غريب عن المرأة والنصف الباقي منها وطبعا قد تطرد الجنين بالكامل
نتيجة لهذه الغرابة لأن الله تعالى قد أعطى لجسم الإنسان القدرة على التخلص من
الأجسام الغريبة عنه تخلصاً كاملاً لهذا فإن الرحم تفرز مضادات حيوية وتعمل لطرد
ماء الرجل أو بطرد الجنين إذا تكون وهذه المضادات لا يتخلص منها الرحم تخلصاً
كاملاً بالحيضة الأولى بل يتخلص من ستين بالمائة في الحيضة الأولى وثلاثين بالمائة
في الحيضة الثانية وعشرة بالمائة في الحيضة الثالثة".
وكذلك حكمته تعالى في تحريم الزنا منعاً لأذى المرأة
بالسرطانات والأورام الخبيثة فالبغايا
والزانيات غالباً ما يُصبن بسرطان الرحم. فسبحان الله الحكيم العليم علم الإنسان
ما لم يعلم، لم يُشرع شيئاَ هباءَ منثورا، كل شيء عنده بمقدار وميزان ولحكمةٍ ما.
المصادر والمراجع:
الكتب:
· الموسوعة
الذهبية في إعجاز القرآن، والسنة النبوية , تأليف الدكتور أحمد مصطفى.
·
الإعجاز الطبي
في القرآن والسنة , تأليف محمد داوود
الجزائري.
· مرشدك الامين لكل ما تود معرفته عن ذاكرة الحاسوب.
مواقع الانترنت: